هي حلقة بحث انا مساويتها عن تخطيط المدن الاسلامية والحضارت القديمة ( فرعونية ورمانية )
ويلي بيحب يطلع ويعطيني رأيه
تخطيط المدن الإسلامية :
لقد كان يتم عند الشروع في إنشاء المدن الإسلامية مشاركة أصحاب العلم والدراية في قضايا الصحة والزراعة والري والتجارة لاختيار الموقع المناسب للمدينة، كما كان يشترط أن تكون المدن في أماكن مرتفعة وعلى نهر جار عذب وفي موقع مناسب حتى لا تكون معرضة للغرق وتحيط بها الأراضي الزراعية وأراضيها واسعة.
واتبع في إنشاء المدن الإسلامية عدد من الشروط البيئية التي حكمت التصميم وفق مبدأين، الأول أن المدينة الإسلامية كانت ذات أسوار محصنة وبوابات وشوارع رئيسية طولية وعرضية تلتقي عند المركز حيث تقع دار الإمارة والمسجد الجامع، أما المبدأ الثاني فيتمثل في الطرق الفرعية وتوزيع مواقع الأحياء الصناعية بحسب موقع المدينة ومراعاة ما قد يستحدث من مباني .
لقد كان اختيار العواصم الإسلامية يتم تبعاً لعوامل بيئية ومناخية وعوامل صحية حيث كان يتحدد موقع المدينة طبقاً لاتصالها مع المناطق المجاورة وكان يستشار في ذلك أصحاب العلم والدراية لاختيار الموقع المناسب حيث يجب مراعاة شروط المناخ وعدم تعرض المدينة للغرق, والهواء عذب والأرض واسعة تحيط بها الأرض الزراعية وأن تكون علىاتصال مباشر دون عوائق بالمدن المجاورة.
ويراعى عند اختيار مواقع المدن دفع المضار وجلب المنافع, ودفع المضار باتخاذ وسائل حماية المدينة من الناحية الأمنيةوأن تكون طيبة الهواء.
كانت أول بداية لتخطيط المدن الإسلامية وعمارتها منذ الهجرة إلى المدينة المنورة وذلك بعد أن اصبحت مدينتهم الأولى، ونظراً لأنها تقع على طريق التجارة إلى الشام وذات تربة خصبة ومياه وفيرة مقارنة بمناطق أخرى في الحجاز فإن ليثرب هنا بنية اقتصدية جيدة حيث توفرت فيها الزراعة والتجارة بالاضافة إلى بعض الصناعات الحرفية وكذلك التعدين. وكانت ايضاً تتميز بتنوع ديموغرافي يمثله وجود اليهود بكثرة كما كانت تفتقر إلى سلطة سياسية مركزية مما أدى إلى استمرار الخصومات وتحولها إلى حالة دائمة فيها.
وقد قسمت الأرض بطريقة قبلية حيث إن كل قبيلة أعطيت أرضاً تخططها كما شاءت. ومن هنا أنشأت هذه الطريقة نواة لتخطيط المحلات السكنية طوال الفترة الإسلامية حيث إن المحلة نفسها تقتطع لها أرض محددة ويقوم ساكنوها بتنظيمها بما يرونه مناسباً. إلا أن بعض المباني العامة كانت تخطط مركزياً.
وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بتوفير المرافق العامة حيث أقام الرسول خيمة بالمسجد لأجل التداوي، كما اقيمت دور الضيافة لاستقبال الوفود كان أهمها دار عبدالرحمن بن عوف واتخذت مواضع لقضاء الحاجات تسمى (المناصع) كما اختيرت مواضع للذبح بعيداً عن السكان، وتم إنشاء مكان لصلاة العيد.
وكما هو معروف فإن للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تأثيراً كبيراً على تخطيط المدينة، استمر هذا التأثير طيلة قرون طويلة حيث ان الكثير من المبادئ التي اعتمد عليها في تخطيط وإدارة المدن الإسلامية منذ ذلك الحين حتى نهاية القرن التاسع عشر كان يرجع في أساسه إلى هذا النموذج ..
وعندما اتسعت الدولة الإسلامية في صدر الإسلام، تم تأسيس العديد من المدن أو القواعد العسكرية التي تحولت إلى مدن أهمها (البصرة) في عام 633و(الكوفة) في عام 638و(الفسطاط) في عام 642و(القيروان) في عام 665ميلادي. وفي هذه المدن يتشابه التخطيط فيها إلى حد كبير مع تخطيط المدينة المنورة مما يظهر تأثيرها على المدن الإسلامية الأولى.
وكان تخطيط المدينة يجري وفق مستويين: يضم المستوى الأول التخطيط العام للمدينة ويشمل الأبواب والشوارع الرئيسية التي تتجه نحو مركز المدينة, ويضم المستوى الثاني الطرق الفرعية والمساكن. وكان يحكم ذلك عدة اعتبارات
التخطيط والعمارة والتقاليد.
التنسيق الحضاري للمدينة الإسلامية :
بنى المسلمون عدداً كبيراً من المدن كمدينة البصرة (14هـ/635م) والكوفة (17هـ/638م) وواسط (83هـ/702م) وفي مصر بنيت مدينة الفسطاط (21هـ/641م) والعسكر (123هـ/850م) والقطائع (256هـ/870م) والقيروان (50هـ/670م) والمهدية في تونس (303هـ/915م) والقاهرة (385هـ/969م). هذا إلى جانب مدن الزهراء بالأندلس (325هـ/936م) ومدينة فاتح بورسكري الهندية (977هـ/1569م(.
وقد كانت جميع المدن الإسلامية تتشابه في خصائصها التخطيطية والحلول البيئية المتبعة في تنسيقها الحضاري وتصميمها.
ونظراً لتقارب مباني المدينة الإسلامية وتلاصقها فقد اتبع المعماريون المسلمون اللجوء إلى أساليب معمارية تمثلت في الشوارع الضيقة وتقليص مساحة الفراغات المكشوفة, واتبع أسلوب تفريغ كتلة مباني المدن عن طريق الأحواش والأفنية الداخلية لتوفير الضوء الطبيعي والتهوية للمباني كذلك مراعاة الخصوصية على مستوى المباني السكنية. ذلك حتى يتم تقليل نسبة الضوضاء.
وروعي أن تكون الأسواق في مناطق بعيدة عن المناطق السكنية فتم إنشاء الأسواق المتخصصة التي يختص كل منها بنوع من البضائع.
المركز الرئيسي :
لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بوضع تخطيط للمدينة منطلقاً من المركز باعتباره يحتوي القلب النابض الذي يضخ الحياة إلى المحيط والدماغ المفكر الذي ينشر العلم في الأرجاء ألا وهو المسجد, ثم جعل باقي الفعاليات تلتف حوله.
المركز الثانوي (السوق( :
تم إنشاء سوق مركزي بالمدينة، واعتبر مركزاً ثانياً لها ذا طبيعة اقتصادية، وكان السوق في شكل مستطيل بمساحة فضاء غير مبنية ويحتمل أن يكون خارج المدينة في الجانب الغربي.
أما تنظيم السوق في المدينة فقد كان تنظيماً بلا مبان حيث أن الأرض كانت تترك فضاءً ويأتي التجار ببضائعهم فيستخدمون الأرض للبيع والشراء حتى آخر النهار ولكنه ليس محجوزاً لهم دوماً.
الأحياء السكنية:
تلتف الأحياء السكنية حول المركز الرئيسي , ويشكل كل حي منها تجمع قبلي يؤلف وحدة متماسكة, أما عملية التقسيم الداخلي للحي وعملية الإنشاء والتعمير فتركت لمسؤلية كل قبيلة وذلك بعد أن تم إقطاع الدور والرباع للناس بمفهوم العقارات اليوم.
وقد تم تشكيل كل حي سكني من مجموعات عمرانية تلتف حول فضاء غير مبني يستغل جزء منه لبعض المنشآت الخاصة بالحي مثل مسجد الحي ومحطة الإبل والحديقة والمدفن وغيرها, وتتصل هذه الأحياء بمركز المدينة بشبكة من الخطوط التدريجية هي الدرب أو الزقاق النافذ إلى الطرق الفرعية المتفرعة عن الطرق الرئيسية, وتتكون المجموعة بدورها من وحدات جوار هي الدور التي تلتف حول درب مشترك, ويكون كل دار ملتف حول مركز هو الفناء.
الشوارع:
تم تخطيط شوارع وسكك للربط والاتصال بين التكوينات المعمارية، حيث امتدت الشوارع الرئيسية من المسجد كمركز رئيسي للمدينة إلى أطرافها تفرعت عنها شوارع ثانوية كهمزة وصل بين الشوارع الرئيسية، والأزقة التي تتوغل في الأحياء.
ويشار إلى أن عرض الشارع الأعظم الذي يمتد من باب السلام بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى مصلى العيد يبلغ عشرة أذرع (سبعة أمتار تقريباً) بينما تتراوح الطرق الجانبية بين خمسة إلى سبعة أذرع (3.5-5)م تقريبا, والمقياس هنا مرتبط هنا بوسائل النقل المعروفة وقتها (الدواب ) , وبارتفاعات المباني على جانب الطريق, بما يوفر الظل ويعمل على معالجة الظروف المناخي. أما الأجزاء المغطاة من الطرقات فكانت تحدد بارتفاع الجمل بما حمل.
ساعد ضيق الشوارع بالمدن الإسلامية إلى قلة تعرضها لأشعة الشمس المباشرة خاصة مع ارتفاع المباني والتنوع ما بين الشارع والحارة والزقاق ولكل منها وظيفة خاصة، فكان الشارع يصل عرضه إلى أربعة أمتار ويوصل بين الأبواب الرئيسية ومركز المدينة، أما الحارات فيتراوح عرضها بين (2ـ3م) واستعملت للحركة رئيسية داخل المناطق السكنية، أما الزقاق فيتراوح عرضه بين (150-2م)
وكان يتم توجيه شوارع المدن في المناطق الحارة من الشمال إلى الجنوب حتى لا تتعرض واجهات المباني والطرق لأشعة الشمس وحتى لا تكون عمودية مع حركة الشمس الظاهرية، وهذا ما يجعل الشوارع تكتسب ظلالا طوال النهار واكتسابها الرياح الشمالية مع نسبة التظليل العالية في هذه الشوارع، كما تميزت شوارع المدن الإسلامية بتعرجها، وكانت الأسواق دائما مسقوفة، وتميزت الشوارع الضيقة بأنها تنتهي بأماكن واسعة قليلا)مجازات) تقوم بدور الفناء وتعمل على تخزين الهواء المعتدل البرودة في الليل وتمنع تسربه مع أول هبوب للرياح.
إن أهم مظاهر التخطيط العمراني للمدينة الإسلامية الشوارع الضيقة مع الأفنية الداخلية المكشوفة واللذان يقومان بتوفير الظلال والحماية من أشعة الشمس مما يسمح بانتقال الهواء من الشوارع الضيقة التي تمثل مناطق الضغط العالي إلى الأفنية الداخلية التي تمثل مناطق الضغط المنخفض خاصة أثناء النهار وتعرضها لأشعة الشمس. وكان عدم جعل شوارع وممرات المدينة مستقيمة بهدف تحويلها إلى أنفاق للرياح الشتوية الباردة أو رياح الخماسين الساخنة المحملة بالأتربة والرمال، كما أن ضيق الشوارع يمنع حدوث ذلك من خلال التعرجات والانحناءات وإتاحة مناطق مظللة أيضا.
لقد اتبع المعماري الإسلامي وسائل لتغطية الشوارع التجارية واستخدم الساباطات أو البروزات لحماية الشوارع والمحلات التجارية من حرارة الشمس والمطر، وشاع هذا الأسلوب المعماري بالمدن الإسلامية وعرفت السقائف كسقيفة رضوان في سوق الخيامية، واستخدم في تسقيف الشوارع الأسقف الخشبية كما في القاهرة أو بالأقبية كما في الأندلس وحلب.
والساباط عبارة عن ممر مسقوف بين دارين أو جدارين ويمثل جسرا معلقا يعلو فراغ الفناء أو الشارع بين منزلين متقابلين وتساعد الساباطات في تظليل الأفنية أو الشوارع، كما أنها تساعد على تحريك الرياح تحتها بفعل قوة ضغط الرياح الشمالية الشرقية خاصة إذا كان الممر أو الشارع يفضي إلى فناء واسع في الغرب. وقد ساعد تظليل الشوارع إلى خفض درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.
لجأ المعماري في حالة عدم تظليل الشوارع إلى تنفيذ بروزات بواجهات المباني المطلة على الشوارع، وتنفيذ هذه البروزات على كوابيل حتى تلقى هذه البروزات الظلال على الواجهات وأرضية الشارع . ويساعد بروز طوابق المنازل بشكل متراكب لكل طابق عن الآخر مما يساعد على حركة لهواء وتجدده من أسفل إلى أعلى.
لقد كان الهدف من بناء بوابات الطرق غير النافذة والدروب والعطفات، هو الإعلام بحدود أهل ذلك الطريق، أو الحي، لاشتراكهم في ملكية ذلك المكان، هذا بالإضافة إلى ابتغاء الأمن، فقد كانت بوابات المدن والحارات تترك مفتوحة أثناء النهار، وتقفل بالليل، بعد صلاة العشاء مباشرة، وبعضها بعد صلاة المغرب ويدخل تصرف إقامة بوابات على رؤوس الشوارع في المدن الإسلامية.
كانت الشوارع قياسية فقد كان عرض الشارع الرئيسي سبعة أذرع، والذي يتفرع منه خمسة أذرع والشارع الأصغر ثلاثة أذرع. وقد غطيت شوارع المدينة في حينها بالحصى.
لقد تغيرت عروض الشوارع في المدينة تدريجيا وذلك لارتباطها بحدود الملكيات التي كانت تقتطع تباعا على مر التطور العمراني للمدينة في زمن لم تظهر فيه وسائل النقل الآلي حتى يستقيم الشارع ويحدد عرضه ,وعندما بدأ ظهور المرور الآلي
تم مراعاة فصل حركة المشاة عنه , وذلك بافتراض توجيه حركة المرور الآلي التي تربط المناطق ببعضها نحو المحيط , مع السماح بحركة مرور آلي خفيفة وإن اختلطت بحركة المشاة , الأمر الذي أدى إلى وجود معيارين للتكوين البصري للمدينة.
التكوين البصري الأول : يظهر في المحاور الداخلية على طول مسار حركة المشاة والتي تحتمل انسيابية وحرية بخلاف محاور الحركة الآلية التي تحتاج إلى ضوابط هندسية,وهذا التكوين يظهر فيه التشكيل والتجانس المعماري للمباني , كما تظهر فيه المآذن كعلامات مميزة . وفي هذه المحاور يكون أسلوب رصف الشوارع بمواد خشنة أو حجرية, وتطل عليها المحلات التجارية , ويتم مد شبكات البنية الأساسية تحتها .
التكوين البصري الثاني: يظهر على محاور حركة المرور الآلي ويرتبط بالحركة السريعة والمتغيرة , فيظهر التكوينات المعمارية للأحياء وعلاقتها مع المراكز والفعاليات الأخرى , ويكون أسلوب الرصف بمواد ناعمة وسهلة ومتينة لتناسب الحركة السريعة .
مصلى العيد:
تم تحديد مصلى للعيد وهو كذلك ساحة فضاء تقع غرب المدينة.
تحصين المدينة:
للدفاع عن المدنية، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر خندق في الجهة الشمالية الضعيفة بالنسبة للجهات الأخرى التي تحميها الحرات والنخيل، وقد حفر أربعون عمقاً على طول (12000) ذراع طولاً، كما حصنت جدران المنازل القريبة من الخندق
دار الضيافة:
خصص بالمدينة دورٌ للضيافة واستقبال الوفود سميت بدار الأضياف.
أماكن العلاج:
تم إنشاء أماكن للعلاج، وقد نصبت خيمة للتداوي في فناء المسجد بعد غزوة الخندق.
الحمامات:
في سياق الاهتمام بالنظافة، وجدت بيوت لقضاء الحاجات سميت بالمناصع إضافة إلى بيوت الخلاء الملحقة بالمنازل.
فالعمارة الإسلامية أكثر من مجرد قباب وأقواس أو عقود أو زخارف أو مقرنصات أو حتى مواد بناء معينة إن العمارة الإسلامية تنطلق من مفهوم الفكر الإسلامي للحياة المنبثق عن أحكام الشريعة والمعروف إن العناصر الزخرفية استمدت من الفنين الساسانى والبيزنطي ، إذ اقتبس المسلمون منها ما بلائم دينهم وذوقهم فقد استخدمت الأشكال الهندسية المربعة والمثلثة والمستديرة ، كما برزت العناصر البنائية في السقوف والجدران واتخذ المسلمون من الخطوط العربية أداة لزخرفة المساجد.
واختاروا القران الكريم والحديث الشرف نصوصا معينة ورقموها في المساجد منقوشة بحرف بارز او مجوف ، أو مرسومة بالاصبغة الملونة أو بماء الذهب ، وأثبتوها في القباب وفوق المحاريب وعلى جوانب الجدران
المساكن والتطور :
بدأ تصميم المسكن الإسلامي من منطلق ديني بيئي , فالفناء الداخلي المميز له يحقق الخصوصية المطلوبة للأسرة المسلمة , ويؤمن التلاحم مع النباتات مما يخفف الظروف الحرارية لبعض البلدان وتلاصق المساكن يؤمن وحدة الجوار . ولكن مع النمو السكاني والتأثر بالثقافات الغربية بدأت المساكن تتغير.
تنظيم الأحياء السكنية:
إن المبدأ الأساسي في تنظيم الأحياء السكنية هو إيجاد التوازن بين الخصوصية المطلوبة للأسرة المسلمة والتلاحم اللازم للمجتمع ككل، من أجل ذلك يتم تنظيم الفراغات العامة والفراغات الخاصة.
وعندما تتجمع المساكن مع بعضها فإنها تشكل وحدة على مستوى المجاورة بقدر أربعين داراً تجمعهم شخصية اجتماعية واحدة تخترق هذه الوحدة شوارع مناسبة تصب في ساحات صغيرة (فراغ شبه خاص) حي تزاول فيها الأطفال نشاطاتهم، ويمكن أن تستغل هذه الساحات لإقامة الاحتفالات وسرادقات العزاء وغيرها.- ومن الضرورة بمكان أن يوجد في هذه الساحة مسجد ملحق به مكان للدرس، ومستوصف، وموقف أما على مستوى الحي الذي يتكون من تجمع لوحدات الجوار فنجد أنه يتمركز حول ساحة صغيرة تشكل (فراغاً شبه عام) يضم مدرسة، وحديقة، ومسجداً. وتجد الملاحظة هنا أن الأحياء لا تنقسم تبعاً للمستوى المادي للسكان، وإنما هي عالم مصغر يتعايش فيه الفقراء والأغنياء على حد سواء.
وعلى مستوى المدينة تتجمع هذه الأحياء مع بعضها حول الساحة المركزية بحيث تتواجد مسارات مباشرة من هذه الساحة إلى داخل المجموعات السكنية
أسس تحقيق السكن في البيوت :
- 1 المأوى:يتم بتحقيق:
أ- متانة البناء:
ب -الوقاية من الحر و البرد والمطر
-2 الانتفاع :إيجاد الفراغات التي تؤمن الوظائف المختلفة وذلك بالاستغلال الأمثل للجهات الجغرافية والتوزيع الأفضل للمساحات الذي يحقق الخصوصية وسهولة الحركة
3 -الهدوء و الراحة:
أ- راحة السمع: موقع هادىء مواد عازلة للصوت
ب- راحة النظر: إطلالة خارجية جميلة و ترتيب داخلي فيه جمال وراحة.
ج- راحة النفس: الهواء النقي-التهوية الجيدة
4-الاقتصاد: هو تحقيق جميع ما ذكر دون صرف أو تقتير.
المساجد:
اعتبر المسلمون أن المسجد هو أول أسس تخطيط العمارة الإسلامية كأحد أهم المباني، لذلك سار تخطيط المساجد بأسلوب الوحدة في التصميم والعناصر المعمارية والتنوع في العناصر لتنوع البيئات، مما أدى إلى تنوع طرز المساجد تبعا للبناء في بيئات متعددة، بمعنى توحد العناصر المعمارية للمساجد بما لا يمنع تنوعها في الشكل الخارجي أو التصميم الهندسي أو اختلاف مادة وأسلوب البناء من بيئة إلى أخرى ومن طراز إلى آخر.
واللافت فى المساجد التى كانت محورا فى المدن انها كانت مساجد جامعة والمعروف ان المساجد الجامعة كانت فى معظم الاحيان اكبر مساحة وأكثر شهرة وأبعد أثراً ، فى مختلف ميادين الحياة ، فى مختلف ميادين الحياة ، من المساجد العادية الاخرى فالمسجد الجامع أهم معالم المدينة الاسلامية وهو صاحب الفضل فى اضفاء صفة المدينة على اى مركز اسلامى .
وتجدر الاشارة الى ان تشييد المساجد الضخمة والقصور الشامخة لم يظهر الا بعد انتقال الخلافة الى دمشق سنة 41 هـ (661 م ) على يد معاوية مؤسس الدولة الاموية وقد حرص الخلافاء الراشدين ، كما حرص النبى عليه السلام على تجنب مظاهر البذخ والترف فلما
من أجل إبراز الملامح الفنية في المسجد ، إذ أنهم لجأوا إلى الطبيعة المجردة فنقلوا منها مايبدوا جميلا وصورها بدقائق الفسيفساء التي علقوها في قباب المساجد وجدرانها وأعمدتها وقد انفقو ا في هذا السبيل الجهود الكبيرة والأموال الكثيرة والمتاحف الإسلامية وغير الإسلامية غنية بنماذج من قطع الفسيفساء التي تعود إلى أيام الأمويين والعباسيين والدول الإسلاميةالأخرى.
وبديهي وقد أصبح المسجد يؤدي خدمات ووظائف متعددة تختلف باختلاف الشعوب والبيئات أن تعدد الأساليب المعمارية في بناء المساجد وإن اتخذت جميعها مقومات العمارة الإسلامية وجوهرها فقد كانت معظم المساجد حتى القرن الرابع الهجري تحتوي على صحن مكشوف تحيط الأروقة من ثلاث جهات أو من جهتين على أن يكون أكبر الإيوانات هو رواق القبلة لأهميته ، كما احتوى كل مسجد على محراب أو أكثر ومنبر ومئذنة وفي كثير من الأحيان على ميضأة
أما تخطيط المسجد ، فكان غالباً مربعاً في العراق وإيران ومستطيلاً في مصر والشام وشمال أفريقيا وتعليل ذلك سهل ميسور ، فأماكن العبادة السابقة على الإسلام في بلاد ما بين النهرين كانت ذات تخطيط مربع ونعني بها ( الآتش جاه ) أي بيت النار أما في الغرب العالم الإسلامي حيث كانت تسوده المسيحية فكانت كنائسهم معظمها ذات تخطيط مستطيل .
تنسيق الحضاري وتخطيط وعمارة المساجد :
وقد تكونت ثوابت المسجد من أربعة عناصر هي:
1. جدار القبلة والذي أقيم في منتصفه بعد ذلك المحراب المجوف، مما منح أهمية لجدار القبلة باعتبار أن الناظر إليه إنما يتجه إلى الكعبة في مكة المكرمة، وحيث أن صفوف المصلين تتجه إلى هذا الجدار مما دعا المعماريين إلى تصميم رواق القبلة بالشكل المستطيل وهو أنسب المساقط للمسجد في أي بقعة من بقاع الأرض.
2. الصحن المكشوف وقد كان مصدرا أساسيا للتهوية وإدخال الضوء إلى الأروقة كما كان يبلط وتنفذ به فسقية أو يزرع بالأشجار.
3. الأروقة المسقوفة وهي تحيط بالصحن ويمثل رواق القبلة أكبرها.
4. المنبر وهو الخاص بالخطيب ويتكون من درجات.
وقد أضيف فيما بعد المئذنة وتنوعت أشكال المآذن ومواقعها بالنسبة للمساجد وأضيفت الميضأة في وسط الصحن للوضوء.
تنوع تصميم المساجد بحسب الظروف البيئية لكل منطقة
وظهر تصميم المساجد ذات الأواوين وتحولت الأروقة إلى أواوين مغطاة بأقبية ومفتوحة على الصحن المكشوف، وهذا التصميم هو الذي سارت عليه المدارس الإسلامية وكانت الأواوين لتدريس المذاهب الأربعة كما في مدرسة السلطان حسن بالقاهرة وبين الأواوين تقع غرف السكنى للطلاب والمدرسين بالمدرسة.
وظهر نوع من التصميم للمسجد الذي تعلوه قبة مركزية في الطراز العثماني وهي تعلو الصحن المحاط بأواوين تعلوها قباب صغيرة، ونجد هذا النموذج في مسجد محمد علي بالقاهرة.
كما تنوعت أشكال العناصر المعمارية كالمحاريب والمنابر والقباب والمآذن والأعمدة والعقود والشرفات والمقرنصات والنوافذ المنفذة بالزخارف الجصية.
وانتشر نوعان من المحاريب ما بين مجوفة ومسطحة وتنوعت المواد المستعملة في البناء كالحجر والخزف والفسيفساء والخشب. وصنعت المنابر من الخشب والرخام والحجر.
واستخدمت القباب لتغطية السقف فهي إلى جانب كونها حلا رمزيا حيث ترمز للسماء فهي حل بيئي ومناخي وإنشائي ووظيفي أيضا، فقد نفذت أعلى المحاريب وأمامها لتأكيد مكانتها وأهميتها
أما المآذن التي ظهرت على نمط الأبراج الدفاعية فقد تنوعت ما بين البرج المربع إلى الشكل الأسطواني ذو السلم من الخارج
وقد أصبح أساس تصميم تخطيط المدن الجديدة في العصر الإسلامي أن يكون المسجد أول بناء بالمدينة، ثم يمتد تأثير اتجاه القبلة للمدينة ككل وتتوزع بعد ذلك أحياء المدينة وخططها حول المسجد مثلما حدث الفسطاط وبغداد وغيرها، حيث اعتمد تخطيط المدينة بشكل كبير على تنظيم موقع الساحة الرئيسية أي على موقع المسجد الجامع ذاته.
العوامل المناخية :
كان للعوامل المناخية أثر كبير على تخطيط المساجد وتصميم عناصره الأساسية، فقد كان الصحن الذي يمد المسجد بالضوء والهواء واسعا مكشوفا وتقل مساحته في المناطق الباردة أو شديدة الحرارة، فالصحون في البلاد العربية وإيران والهند مكشوفة واسعة المساحة أما في تركيا وأواسط آسيا صغيرة الحجم، وفي مصر وشرق العالم الإسلامي يكون الصحن بين الأروقة التي تحيط به من الجهات الأربعة أما في غرب العالم الإسلامي والأندلس فلا توجد أروقة جانبية أو خلفية حيث يغطى الرواق لشدة الأمطار. وكان الصحن يمثل من (40ـ50 %) أو من (30ـ55 %) من مساحة المسجد أما رواق الصلاة فيمثل (25ـ30)%
، فقد كان الاعتماد الرئيسي في إضاءة الأواوين على الصحن خلال النهار ففتحة الإيوان الرئيسي تتجه نحو الشمال حيث الإضاءة غير مباشرة أما في الإيوان المقابل فقد تم عمل ثلاثة شبابيك لاستقبال ضوء الشمال كما تم رفع القبو الرئيسي إلى (12.40م) لتوصيل الضوء إلى عمق الإيوان.
وكان للمجاز القاطع دور كبير في تزويد رواق القبلة بالضوء والهواء أيضا من خلال الشبابيك المنفذة به من أعلى كما كان للملاقف دور أيضا في ذلك.
واختفى الصحن بمساجد المناطق الباردة من العالم الإسلامي حيث اقتصر المسجد على بيت الصلاة فقط.
وكان الهدف البيئي من استخدام القباب في تغطية قاعات الصلاة بالمساجد هو عدم تراكم مياه الأمطار فوق الأسقف خاصة في مساجد المناطق الممطرة، وظهر تخطيط المساجد التي تتميز ببيت الصلاة المكون من قسمين أحدهما مغلق يستخدم في فصل الشتاء والآخر مفتوح يستخدم في فصل الصيف كما في بعض مساجد العراق.
البيئة العمرانية
كان للبيئة العمرانية أثر كبير على تخطيط المساجد خاصة في حالة بناء مساجد في بيئة عمرانية قائمة، فقد كان يتم احترام وتأكيد التوجيه الفراغي للشوارع والميادين عن طريق بناء الواجهات الخارجية للمسجد على حد الملكية وموازيا للشارع مما يحافظ على البناء الفراغي للشارع واحترام الواجهات الخارجية للمسجد للتشكيل الفراغي للشارع مع صرامة توجيه الفراغات الداخلية لاتجاه القبلة، مما يؤكد احترام .
ظهرت المشربيات الخشبية بالعمارة الإسلامية وتمثل معالجة معمارية تسمح بدخول الرياح الملطفة ولا تسمح بدخول أشعة الشمس، كما تستعمل لتحقيق قدر كبير من الخصوصية وتؤدي المشربيات الوظائف الآتية:
ضبط مرور الضوء حيث تخفف من حدة أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة وتتحكم في مرور الضوء وتكون الفراغات في الجزء العلوي من الحجرة الذي يمثل مستوى النظر. ويتوج المشربية من الخارج مظلة تعمل على منع ضوء الشمس من الدخول خاصة في الواجهة الغربية والقبلية، هذا فضلا عن أن بروز المشربية نحو الخارج يساعد على التعرض لتيارات الهواء الموازية للواجهة
ضبط رطوبة الهواء نظرا لأن المشربيات من الخشب ذو الطبيعة المسامية حيث يمتص الماء ويحتفظ به، كما أن الهواء المار عبر المشربية يفقد جزءا من رطوبته نتيجة امتصاصها حيث تفقده بتعرضها لضوء الشمس المباشر بالتبخير فيمتصه الهواء المتدفق من خلالها، كما اعتاد المسلمون على وضع أواني فخارية مملوءة بالماء داخل المشربية يزيد رطوبة الهواء عند مروره عليها.
* تحقيق الخصوصية والربط بين الداخل والخارج حيث تمثل المشربية وظيفة اجتماعية حيث تحقق الخصوصية لأهل المنزل وتمكنهم من رؤية المنظر الخارجي مما يعطي إحساسا بالاطمئنان.
الفناء الداخلي:
وهو الحوش الداخلي أو المنور وسط مسطح المبنى لإضاءة وتهوية الوحدات الداخلية وقد يكون مغلقا عندما يحاط بالوحدات من الجوانب الأربعة أو مفتوحا عندما يحاط بالوحدات من ثلاثة جوانب.
انتشر الفناء بالحضارات المصرية والعراقية والإغريقية، كما ساد بالعمائر الدينية والمدنية وكان يحاط بالأروقة أو الأواوين في المساجد أو بالوحدات المختلفة في القصور. وكان الفناء في العمارة السكنية يوفر الخصوصية والهدوء والبعد عن الضوضاء ولحماية من يقيمون داخل المنزل حيث لا توجد شبابيك على الشارع، كما يساعد على ترطيب الهواء بصعود الهواء الساخن إلى أعلى ليحل محله الهواء البارد من خلال نوافذ الحجرات.
استخدم المعماريون الفسقية والشاذروان والبرك التي تنفذ بأفنية المنازل والتي تساعد على تحسين البيئة المناخية للمناطق الحارة وتزيد نسبة التظليل وتساعد على تلطيف الهواء وخفض درجة حرارته داخل الفناء وبالتالي داخل المنزل. أما الحدائق ذات الأشجار المثمرة والتي انتشرت في الصحن الداخلي للمنازل أو على أسطح المنازل مما يساعد على التظليل وترطيب وخفض درجة حرارة الجو.
الإيوان :
إيوان مفتوح بالكامل على الصحن ترتفع أرضيته عن الفناء، وكان خاصا لاستقبال الضيوف في فصل الصيف وتتجه واجهته المطلة على الفناء إلى الشمال. ويساعد على تدفق الهواء حيث يقام بين الفناء والحديقة الخلفية وحيث أن الحديقة أكبر من مساحة الفناء كما أنها أكثر تعرضا لأشعة الشمس، مما يساعد على تدفق الهواء البارد المعتدل إلى الحركة من الفناء إلى الحديقة عبر إيوان . وقد يوضع إيوان بين فنائين داخليين أحدهما كبير المساحة ومشمس والآخر صغير المساحة ومظلل لتحريك الهواء بفعل أشعة الشمس.
والمقعد يوجد غالبا أعلى إيوان وتكون واجهة محمولة على أعمدة وتطل على الفناء أو الحديقة الداخلية وتتجه نحو الشمال، وبهذا التكوين فإن إيوان والمقعد يتعرضان لأقل ساعات تعرض للشمس مع أقل كمية ممكنة من الطاقة الشمسية عن الواجهات الأخرى.
الإيوان يفتح على الفناء بكامل اتساعه ويعلوه قبو وتضم المنازل الإسلامية إيوانان أحدهما صيفي يواجه الشمال والآخر شتوي يواجه الجنوب وتتقدمه سقيفة محمولة على أعمدة.
ملاقف الهواء :
وهي فتحات بالأسقف تمثل مداخل للهواء يدفع إلى داخل الغرف ليخرج من الفناء الداخلي لإتمام حركة الهواء. وتكون الملاقف مائلة الأسقف مثلثة الجوانب ما عدا الجهة التي تواجه تيارات الهواء الذي ينحدر إلى الطابق السفلي، وكانت المظلة تميل بمقدار 45 درجة.
النوافذ والفتحات:
النافذة هي الفتحة التي تخترق جدار وقد تكون ضيقة من الداخل واسعة من الخارج لتوسيع زاوية الرؤية ومنع الأشعة المباشرة من الدخول كما في قصر الزهراء بالأندلس، حيث تستخدم للحراسة والمراقبة .
المشربيات :
وانتشرت الحوائط السميكة والأفنية الداخلية وحدائق السطح والفتحات الخارجية الضيقة والنهايات المقفولة للشوارع في تحقيق عزل العمائر الإسلامية عن الضوضاء وبهدف توفير عنصر الخصوصية لساكنيه ولمنع انتقال الأصوات إلى داخل المسكن
الشروط الصحية :
كان الحرص على تسهيل وصول الماء إلى أجزاء المدينة الإسلامية، وارتبط ذلك بتخطيط الشوارع والطرق، فقد نفذت شبكات المياه وتم في بعض المدن الإسلامية توصيل مياه الشرب بحفر الخنادق. وقد كان أهم شروط إنشاء المدن القرب من مصدر المياه التي تساعد على مد المدينة بالمياه اللازمة لسكانها فضلا عن الحركة التجارية إلى داخل وخارج هذه المدينة مما يساعد على نموها وازدهارها.
وقد نفذت مجاري لتوصيل المياه إلى الميادين العامة وهي مقامة بالطوب وتغطيها أقبية. وكان لكل منزل صهريج يخزن به الماء وهو ذو جدران سميكة لتحمل ضغط الماء عليها، كما غطيت جدرانها بطبقة سميكة من الملاط لحفظ الماء ومنع تسربه إلى الجدران . وعني المسلمون بنظافة الشوارع حيث كان يتم كنسها ورشها يوميا وكان يمنع تصريف مياه المطر بالشارع وعدم تنفيذ ميازيب تصب في الشارع حتى لا تؤذي المارة وكان يتم تنفيذ مسيلات في الحائط توصل المياه إلى قناة الطريق.
مواد البناء :
استخدمت مواد البناء التي تساعد على حفظ الحرارة ومنع تأثير أشعة الشمس والعزل الحراري كالطوب اللبن الذي يندر استخدامه في المناطق الممطرة، لذلك تم اللجوء إلى وسائل لحماية الجدران وأساسات تحمي أسفل الجدران من المياه الجارية والرطوبة واستخدام الطلاء المصنوع من القار لحماية المنشآت الطينية.
المباني تتقارب بحيث تمثل كتلة معمارية واحدة لمقاومة العوامل المناخية، ويرجع ذلك إلى ضيق مساحة المدن ووقوعها داخل الأسوار، ونظرا لتصميم الشوارع الضيقة وضيق المساحات الخالية من المنازل، لذلك لجأ المعماري الإسلامي إلى إقامة الأفنية الداخلية لتوفير الهواء والإضاءة الطبيعية وتوفير الخصوصية الاجتماعية لساكني هذه المنازل . وروعي في تصميم المدينة الإسلامية إبعاد الأسواق عن الأحياء السكنية وتوزيعها توزيعا نوعيا بحيث يخصص لكل حرفة سوق خاص بها، وكان الهدف من ذلك تقليل الضوضاء داخل الأحياء السكنية، وكانت الحرف والصناعات التي تنتج عنها أدخنة تخصص لها أماكن في الجهة القبلية من المدينة، وقد ساعد سمك الحوائط بالمباني السكنية إلى جانب إقامة الأفنية الداخلية على التغلب على مشكلة الضوضاء وتوفير الظلال وتقليل التعرض لأشعة الشمس.
اعتمدت العمارة الإسلامية في الحصول على الإضاءة الطبيعية على الضوء المنعكس من السماء لذلك استعمل المعماريون فتحات الأسقف ذات الجوانب المنفذ بها نوافذ تساعد على إضاءة الرواق الأكثر
وكان من شروط إنشاء المدن الإسلامية دفع المضار وجلب المنافع فيتم دفع المضار بإنشاء الأسوار حول المدينة وإقامة المجاري المائية حتى لا يتم العبور إلا عن طريق جسر أو قنطرة، وكذلك دفع المضار باختيار المواضع طيبة الهواء، ومراعاة شروط اختيار الموقع لمجابهة المناخ والظروف البيئية، أما التصميم الهندسي فيجب أن يتوسط المسجد الجامع المدينة ويجب أن يكون عرض شوارعها وفروعها وأزقتها محددا وتتخلل خطط القبائل ساحات.