دمشق الياسمين نزار قباني

دمشق الياسمين دمشق نزار قباني

ودمشق... أين تكون؟ قلت:ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي في الثغر الذي
ما زال مختزنا"شموس بلادي
في طيب جنات العريف و مائها
في الفل،في الريحان،في الكباد

هكذا أجاب نزار قباني فتاة إسبانية المولد ،عربية الشعر والعينين بعد سبعة قرون من خروج العرب من الأندلس . فقد ظنت الفتاة أنها اسبانية الشكل والمضمون فأجابها نزار بالأبيات السابقة عندما سألته :أين تكون دمشق؟

فالاسبانية التي ارادت أن تتباهى بغرناطة و أرادت من شاعرنا العظيم ان يعترف بعظمة أجدادها الذين بنوا ما بنوا ليخلقوا هذه الابنية المتكلمة عن جهودهم الجبارة في البناء. ولكن نزارا" الذي سمع قولها لم يستطع إلا أن يبث أحزانه ربما تطلع هذه الفتاة على حقيقة الأمر بأن أجدادها العرب هم أصحاب هذه الأمجاد الخالدة و ليس أجدادها الإسبان،فقال:
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت:هنا الحمراء زهو وجودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها؟ومسحت جرحا"نازفا"
ومسحت جرحا" ثانيا"بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي

و نزار كما نعلم دمشقي المولد ،دمشقي الهوى،وكما يقول في نثرية "قوس قزح":
....أنا محصول دمشقي مئة في المئة..وأبجديتي تحتشد فيها كل مآذن الشام،وحمائمها،وياسمينه،ونعناعها.ا
....قصائدي ...تضيئها عينان دمشقيتان...
...إن نافورة الماء في باحة بيتنا الدمشقي لا تزال تهدر في أذني رغم أن نافورة جنيف أراها من نافذتي.
...أنا شاعر الأكواريل الدمشقي .أقولها كما يقول بيكاسو : إنه شاعر التكعيبية ... وكما يقول سلفادور دالي: إنه شاعر السوريالية .
... إن طفولتي باختصار كانت علبة ألوان فإذا كنت قد ( رسمت بالكلمات )... فلأن البيت الشامي الذي ولدت فيه كان بمثابة "الآتولييه"الذي جهزني بكل المواد الأولية من فراش وألوان وقماشات لأصنع لغة فيها الكثير من تشكيلات قوس قزح

أهلا وسهلا

شكرا" جوجو.

يعطيك 1000 عافية جوج

لك نورتوا