--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اصبحت المخدرات ظاهرة رهيبة تجتاح الشباب العربي ومن هنا اصبح من الواجب علينا اتخاذ خطوة صحيحة تجاه هذا الموضوع
مقدمة تاريخية عن المخدرات
إن الإنسان منذ فجر التاريخ يبحث عن المواد المخدرة ليخفف بها آلامه ، فاستخدم مستخلصات بعض النباتات ذات الخواص المنشودة . و قد سجلت كتابات المؤرخين أن الإنسان منذ العصر الحجري توصل إلى اكتشاف و استخدام الخشخاش أو الأفيون و الواقع أنه لا توجد أمة من الأمم لم تساهم بمقدار في هذا المجال.
كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟
إن هذه العقاقير توقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر من المرسلات العصبية . مما يجعل الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور من حوله ,و تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة تؤثر بشكل مباشر على مادة " السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و هذه التفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة عادة ما يكون مؤقتاً و يزول بزوالها ، كما يعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في الدماغ و بقية أجزاء الجسم لها علاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر من اللازم أو أقل من اللازم من هذه المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية في الظهور . فالاكتئاب الشديد مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلات عصبية معينة اسمها " أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاط خميرة " مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات و العقاقير المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث في النهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك حالات الاكتئاب .
و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في درجة تأثيرها بين الأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و الشخصية و مكوناتها و الرغبات الكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطة هذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالات مؤقتة تزول بعد فترة معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعة الأشخاص .كما يعتقد بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قوية ابداعية في أي عمل يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. و المغني يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها فعل تخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنها لذات مؤقتة سوف تجلب إليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..
ظاهرة الإدمان
هناك خلط شائع و ارتباك بين عامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذه الظاهرة .
فالإدمان معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذا التعريف لا ينطبق على كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة ، لذلك رأت هيئة الصحة العالمية في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنى و اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد السيكولوجي ( أو النفسي )الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبب استمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماً للحصول على نفس التأثير ، و الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجم عنه حدوث نكسة صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلك الأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول .
أما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعور الإنسان بالحاجة إلى العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها لا يسبب عادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و الشاي ، و الحشيش ، و الماريوانا .
و لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالات جميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان . و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتماد الفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي المخدرات على الفرد و المجتمع .لأنها ترجع لأسباب دخول هذه السموم في كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبث بالتدرج أن تتجاوب مع أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسم تأخذ في اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة إلى مفعولها مما يضطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على التأثيرات المطلوبة ، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمى بالأعراض الانسجابية ، و التي تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاً التوقف عن تعاطي المورفين تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض و كأنه أصيب برشح حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلص شديد في العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم ..
انواع المخدرات
أولاً : المواد المخدّرة حسب طبيعتها :
أ- مخدرات طبيعية ، والتي هي من أصل نباتي ، وهي : 1- الحشيش. 2- الأفيون. 3-لكوكا. 4- القات.
ب- مخدّرات نصف تصنيعية والتي من أصل نباتي وعولجت كيمائياً ، وهي : 1- الهيروين. 2- الكوكائين.
ج- مخدّرات تصنيعية والتي تنتج من تفاعلات كيميائية : 1- السكونال. 2- الكبتاجون.
ثانياً : المواد المخدّرة حسب تأثيرها على الجهاز العصبي ، وهي :
1- مواد مخدّرة هي : الأفيون –الهيروين.
2- مهبطات ، وهي تنقسم إلى قسمين : أ- مهدئات والمادة هي فاليوم. ب- منومات وهي سيكونال.
3- المنشطات هي : بي . س . ي وال . أس . دي .
4- الحشيش : يعتبر من المهبطات ، إذا أُخذ بكمية قليلة. وتعتبر من المهلوسات إذا أُخذ بكمية كثيرة.
اخطار المخدرات
هلوسة سمعية وبصرية وحسية . الشعور الزائف بالاضطهاد . اضطرابات فى تقدير المكان والزمان . الحكم الخاطئ على الأشياء . الإحساس بالكآبة . زيادة التبلد والعزلة والتوتر العصبي والنفسي الزائد . ضعف التركيزوالذاكرة الذي يؤدى للرسوب والفشل الدراسي .
آثارالمخدرات على الدماغ
يسبب تعاطى المخدرات التهابا وتلفا لخلايا المخ بشكل قاطع فإذا علمنا أن بعض هذه السموم تتلف خلال جلسة واحدة ما يزيد عن مائة ألف خليةمن الدماغ لا تعوض مدى الحياة أدركنا أن فقدان الملايين من خلايا المخ عند المدمن تصيبه مع الزمن بفقدان الذاكرة والبلادة ... ومع السنين يصبح فعلا بدون عقل .
الأفيون : ويسبب لمتعاطيه ما يلي : هبوط في التنفس, هبوط في الدورة الدموية, تبلد حسي وتراخى وأرق, طفح جلدي التهابي ,زيادة إفراز الدموع والعرق وإفرازات الأنف . قيئ وغثيان وإسهال مع ارتفاع في درجة الحرارة . إدمان نفسي وجسدي. الوفاة
المورفين : وهو من مشتقات الأفيون ويسبب لتعاطيه القيئ والغثيان وإفراز عرق غزير مع حكة فى الجلد ويسبب الإدمان الشديد .
الهيروين : من مشتقات المورفين وتعادل فعاليته ست مرات أقوى من المورفين ويسبب مايلي : الإدمان الشديد والسريع . هبوط في التنفس . الغثيان . تشنجات . غيبوبة . وفاة
العقاقير المنومة وتسبب: هبوط وظائف المخ . ضعف القدرة على التركيز والانتباه . ضعف اللياقة البدنية والمهارة الحركية . ضعف الإبصار. خلل في تقدير المكان والزمان ضعف القلب والدورة الدموية .
عقاقير الهلوسة وتسبب ما يلي :غثيان وقيئ وإسهال انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه . زيادة الانفعال والخوف والاضطرابات النفسية فقدان التقدير للمكان والزمان وانحطاط الشخصية . الشعور بالفزع والجبن واختلال الحكم على الأشياء .
الحشيش والماريجوانا والتي تسبب: اختلال أحجام وأشكال المرئيات والمسافات . ضعف الانتباه والتركيز . هلوسة سمعية وبصرية " مثل رؤية أشباح وهمية " . انخفاض وظائف الكبد وتشوه الأجنة أمراض القلب وسرطان الرئة
الكوكايين ويسبب ما يلي : الإدمان السريع هلوسة سمعية الجنون أو المتعة والاضطرابات العقلية . اضطرابات وظيفية بالقلب والجهاز التنفسي . الوفاة المفاجئة .
القات : ويسبب ما يأتي : ضعف التركيز والذاكرة واختلال الإدراك . الكسل والخمول وضعف الشهية وسوء الهضم ,تليف الكبد ,ضعف القدرة الجنسية عند الرجال
أسباب الإقدام على المخدرات و العقاقير المهلوسة
إن الإقبال على تعاطي المخدرات هو سلوك منحرف يلجأ إليه الفرد تحت تأثير عوامل نفسية أو اجتماعية أو إقتصادية أو أي عامل خارجي له انعكاسات سلبية على شخصية الفرد و انفعالاته .
و يقول العلماء أن أغلبية المدمنيين على المخدرات هم من أصحاب الشخصية المفككة و السلوك ( السيكوباتي ) - أي الذي يتصف بالميل العدواني و عدم نضوج العاطفة - . ووجود تلك الشخصية النفسية و العقلية المريضة أصبحت في تزايد مستمر . سواء ما يصاب منها بالانفصام و الاكتئاب . بالإضافة إلى توفير العقاقير المخدرة في الأسواق السوداء غير المشروعة . مع عدم وجود وعي كافي بين الشباب و افتقار مناهجهم الدراسية على التنبيه و الإشارة إلى أخطار هذه المخدرات و العقاقير المهلوسة .
و من الأسباب العلمية الطبية الوصفة الطبية . فقد يضطر الطبيب إلى معالجة المريض بأحد هذه العقاقير تسكيناً لالآمه . ثم يصبح المريض بعد ذلك بحاجة إلى هذا المخدر . و بعد ذلك يصبح المريض و خصوصاً ذو الشخصية المنحرفة أو النوع العصبي مدمناً على المخدرات . و هنا قد تكون الوصفة الطبية مفتاحاً إلى الإدمان إذا لم تكن ضرورية ..
أما الأسباب الأخرى ، فترجع إلى اختلاط الشباب بالمدمنين و مصادقتهم و خصوصاً صغار السن و المراهقين و طلاب الجامعات . فربما كانت تجربتها من الفضول و حب الاستطلاع أو الموضة و تقوية الرغبة الجنسية عندهم . كذلك من الأسباب المهمة الفراغ الروحي و الإيماني حيث أصبحنا نعيش في مجتمع مادي بحت . حيث ترى الشباب قد أعرضوا عن ممارسة شعائر ديننا الحنيف . فأمام هذا الفراغ الروحي يفتش الشباب عن المخدرات .
العلاج من الادمان
عند الحديث عن علاج الإدمان ،لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبى المباشر ،وفى مكان صالح لذلك ،كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذى أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه.
ويجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهى الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات فى مدة لا تقل عن ستة أشهر فى الحالات الجديدة ،أو سنة أو سنتين فى الحالات التى سبق لها أن عانت من نكسات متكررة .
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد فى معايير الشفاء حتى فى الحالات التى يصحبها اضطراب جسيم فى الشخصية أو التى وقعت فى السلوك الإجرامي مهما كان محدداً .
الأضرار الاقتصادية
1. تدهور حالة الفرد المادية من جراء إنفاق المبالغ الطائلة للحصول على الـمخـــدر .
2. تأثر الحالة المادية للأسرة مما يشكل خطر على الحالة المعيشيــة .
3. الإنفاق الحكومي على أعمال المكافحة والسجون والمستشفيــات .
4. الـبـطالــة وسـلـبــيـاتـهــا الاقتـصـاديـــة عــلى الــمـجــتــمـعـــات
أبعدها عنا وعنكم الله
لا تواخذوني الموضوع طويل شوي