هام جدا جدا جدا ...

امتد النشاط العمراني لمدينة دمشق أقدم مدينة وعاصمة مأهولة في التاريخ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ليشمل سفح جبل قاسيون . حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين ، حي ركن الدين ، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيرها متدرجة على سفوج الجبل وتطل على باقي ارجاء المدينة من جميع الجهات .
ترتفع قمة جبل قاسيون أكثر من 1150 مترا عن سطح البحر.توجد على قمة الجبل محطة لتقوية البث الأذاعي و التلفزيوني. يعتبر جبل قاسيون أحد أماكن التنزه والترفيه المحيطة بمدينة دمشق بأطلالته الجميلة . كما يمكن مشاهدة مدينة دمشق بالكامل من على سفح جبل قاسيون. يقع على سفح الجبل من الجهة الجنوبية الغربية نصب الجندي المجهول في مكان مميز ، تنتشر المتنزهات والمطاعم والمقاهي والاطلالات الجميلة التي تشرف على مدينة دمشق وعلى منطقة دمر وغيرها .



منظر من جبل قاسيون

يروي مدينة دمشق نهر بردى، يبدأ مجراه من بحيرة تتجمع فيها مياه عدة ينابيع في سهل الزبداني مشكلاً نهراً يراوح عرضه بين 4.5-15م، ولا يزيد عمقه على 2.5م، ولذلك تفيض مياهه في أيام الشتاء والربيع عند ازدياد صبيبه، فتغطي على مساحة واسعة من ضفتيه.



يتجه النهر شرقاً حتى مسافة 1.25كم، حيث يتجه جنوباً حتى مسافة 6كم موازياً الخط الحديدي وطريق السيارات حتى موقع التكية. أقيم عند التكية في عام 1906 سد لحجز مياه النهر عند ارتفاع 1093م من أجل توليد الكهرباء. تنحدر مياه بردى من البحيرة لتبدأ سيرها في وادي بردى الذي تحف به من الجانبين ثلاث عشرة قرية هي على الترتيب: سوق وادي بردى، برهليا، كفر العواميد، الحسينية، كفير الزيت، دير قانون، دير مقرن، عين الفيجة، بسيمة، أشرفية الوادي، جديدة الشيباني أو الوادي، الهامة، دمر، إضافة إلى منتزهات عين الخضراء.
توزع مياه بردى بين قرية الهامة وموقع الربوة إلى ستة فروع












الأخطار التي تهدد نهر بردى :

يعاني نهر بردى حاليا من انخفاض غزارة مياهه مما يهدده بالجفاف بسبب الاعتماد الكبير عليه في مياه الشرب لمنطقة دمشق أضافة إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية في المنطقة في الأونة الأخيرة و موجات الجفاف.ويجدر بالذكر أن بحيرة العتيبة شبه جافة أو جافة حاليا. كما أن نهر بردى قد عانى من ازدياد نسبة التلوث فيه و ذلك لرمى النفايات و مياه الصرف الصحي



ينتشر التلوث في معظم أنحاء حوض بردى والأعوج ويأخذ أشكالاً متعددة، منها التلوث الكيميائي الناجم عن رمي المخلفات الصناعية قبل معالجتها في المجاري العامة عبر التلوث بالمعادن الثقيلة كالكروم والرصاص والكادميوم والزرنيخ!..

‏ كما أن استخدام المنظفات الكيميائية يؤدي إلى أضرار كبيرة في نوعية المياه وزيادة سميتها وتلوثها. إن تلوث المياه بالمبيدات والأسمدة الكيميائية يعد من أخطر أنواع التلوث المنتشرة في حوض بردى والأعوج، نظراً لاستخدامها على نطاق واسع في أعمال الزراعة والري، ولما لها من تأثير على التربة والمياه والنبات.

وهناك التلوث الحيوي الناتج من مياه الصرف الصحي للتجمعات السكانية في الحوض، والتي يرمى الجزء الاعظم منها في المجاري العامة ملوثاً المياه السطحية بالجراثيم والفيروسات والفطور والديدان وبيوضها وغيرها ولايلبث أن ينتقل إلى المياه الجوفية. ‏وعلى الرغم من إقامة محطة بمعالجة مياه الصرف الصحي في عدرا، فإن المياه غير المعالجة لكثير من التجمعات السكانية في حوضَيْ بردى والأعوج مازالت تصب في الأنهار والمجاري المائية وتتسرب في الغوطة.‏وقد أثبتت دراسة أجرتها مؤخراً المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بريف دمشق، ارتفاع نسبة النترات والآمونيا في مياه الغوطة وما تبقى من مياه نهر بردى وفروعه. فأغلب آبار الغوطة الشرقية ملوثة بالنترات بنسبة أعلى بكثير من 50 مغ/ل، وهو الحد الأعلى المسموح به لمياه الشرب وفقاً للمواصفات السورية.

الإنسان أصل فساد الطبيعة؟
تتدهور غوطة دمشق بيئياً، بسبب عدم وجود محطات خاصة بمعالجة المخلفات الصناعية وعدم وجود شبكات للصرف الصحي في بعض المناطق، أو وجود شبكات غير نظامية وغير مربوطة بالمجرور العام مما يؤدي إلى رمي مخلفات الصرف الصحي والصناعي في الأنهار والمجاري المائية ومنها تصل إلى الأراضي الزراعية فالمياه الجوفية. ‏ وللمغاسل والمشاحم والمعامل والورشات وانتشارها على طول النهر أثر كبير في تلوث غوطة دمشق، وتلوث منطقة الإحدى عشرية وتلوث نهر الداعياني وتلوث الحوامل الجوفية بشكل مباشر عن طريق الآبار المخالفة والنظامية التي لاتتحقق فيها الاشتراطات الفنية... ومن أسباب التلوث أيضاً وجود حفر امتصاص في معظم المعامل مما يؤدي إلى رشحها إلى المياه الجوفية وتلويثها، وعدم وجود شبكات صرف صحي في مناطق متعددة يؤدي إلى تصريف المخلفات من التجمعات السكانية والمعامل والمشافي إلى المجاري المائية ومنها إلى الأراضي المروية. يضاف إلى ذلك ضعف إجراءات الحماية في معظم الآبار المحفورة في الغوطة واستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية، وارتفاع مناسيب المياه الجوفية في بعض المناطق، وبالتالي انحلال هذه المواد والمخلفات الأخرى وتلوث المياه الجوفية.